({وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}).
اللهم إنّى أشهدك أنّ هذه الآيات عقيدتى، والخالص من سريرتى ونيّتى، فأمتنى اللهمّ على هذه النيّة، ولا تحل بينى وبين هده الأمنية.
ثم إنّ هذا الجزء السّادس، المشنّف المسامع بدرره النفايس، الّذى إليه كلّ قلب يرتاح، وكلّ سمع إليه يأنس (ص 3) لما اشتمل عليه من جواهر الكلام، ونوادر تواريخ الأيّام، مما دثر ونسى وبان، وغبر عليه تصاريف الزمان فوفّقنى الله تعالى لأحيى ذلك الداثر الدّارس، ليشنّف بدرره آذان كلّ قارئ ودارس، حتى يعود كأنّه مشاهدا لتلك العصور الخالية، ومنادما لتلك الرمم البالية، وهذا الجزو فهو المختصّ بذكر العبيدييّن، الخالفاء المصرييّن، وجميع ما قيل فيهم من الاختلاف، ووقع عليهم من الائتلاف، والعبد يقلّد كلّ إنسان بدعواه، ويذكر ما ذكره من غرضه وهواه، إذ ليس لنا بحمد الله تعالى هوى نميل إليه، ولا مذهبا فاسدا فنبنى قولنا عليه، وإنّما نذكر كلّ طائفة وما تقلدوه من ذكرهم، وما ذكروه من ذمّهم وشكرهم، وإلى الله تعالى المصير، وهو بكل شئ خبير، وهو على كل شئ قدير. ونسأله الّلف والتّدبير.