دع عنك لومي فإنّ اللوم إغراء … وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها … لو مسّها حجر مسّته سرّاء
من كفّ ذات هن في زيّ ذي ذكر … لها محبّان لوطيّ وزنّاء
قامت بإبريقها والليل معتكر … فلاح من وجهها في البيت لألاء
وأرسلت من فم الإبريق صافية … كأنما أخذها بالعقل إغفاء
رقّت عن الماء حتّى ما يلائمها … لطافة وجفا عن سلكها الماء
فلو مزجت بها صبحا لمازجها … حتّى تولّد أنوار وأضواء
دارت على فتية ذلّ الزمان لهم … فما يصيبهم إلاّ بما شاءوا
قوم إذا شربوا طابت حلومهم … لم تبد منهم على الصهباء عوراء
لتلك أبكي ولا أبكي على دمن … كانت تحلّ بها هند وأسماء
فقل لمن يدّعي في العلم فلسفة … علمت شيئا وغابت عنك أشياء
قال حمزة: والمخاطب بهذا البيت رئيس المتكلمين إبراهيم النظّام لأنه كان ينهاه عن الكبائر ويقول إنها تخلّد في النار. وأبو نواس ففي خمرياته لا يجاريه أحد؛ فمن ذلك قوله (من الطويل):
ألا دارها بالماء حتّى تلينها … فلن تكرم الصهباء حتّى تهينها
أغالي بها حتّى إذا <ما> ملكتها … بذلت لإكرام الخليل مصونها
وقوله (من مجزوء الكامل):