نفسي بشيئ من الدنيا معلّقة … الله والقائم المهديّ يكفيها
إني لأيأس منها ثمّ يطمعني … فيها احتقارك للدنيا وما فيها
قال؛ فعملت فيه لحنا وغنيته فقال: ما هذا؟ فأخبرته خبر أبي العتاهية فقال: ننظر فيه! فأخبرت بذلك أبا العتاهية ثم مضى شهر فجاءني فقال: هل حدث خبر؟ فقلت: لا! قال: فاذكرني! قلت: إن أحببت ذلك فقل شعرا تحرّكه به، فقال (من الخفيف):
ليت شعري ما عندكم ليت شعري … فلقد أخّر الجواب لأمر
ما جواب أولى بكلّ جميل … من جواب يردّ من بعد شهر
قال يزيد: فغنيت به المهديّ فقال: عليّ بعتبة! فأحضرت، فقال: إنّ أبا العتاهية كلّمني فيك فما تقولين؟ وعندي لك وله كلّ ما تحبّان مما لا تبلغه أمانيكما! فقالت: علم أمير المؤمنين أعزّه الله ما أوجب الله عليّ من حقّ مولاتي، وأريد أن أذكر ذلك لها! قال: فافعلي! ففعلت ثم جاءت فقالت:
ذكرت ذلك لمولاتي فكرهته وأبته فليفعل أمير المؤمنين ما يريد. فقال: ما كنت لأفعل شيئا تكرهه! قال يزيد: فأخبرت أبا العتاهية فقال (من الكامل):
قطّعت منك حبائل الآمال … وأرحت من حلّ ومن ترحال
ما كان أشأم إذ رجاؤك قاتلي … ونبات وعدك يعتلجن ببالي
ولئن طمعت لربّ برقة خلّب … مالت على طمع ولمعة آل
قال؛ وأكثر أبو العتاهية من ذكر عتبة والتشبيب بها حتّى عادت في أفواه أهل بغداد فسعوا به إلى المهديّ حتى اعتقله. والله أعلم. (94)