واسترخت الكفّ للعراك وقا … لت إيه عنّي والدمع ينحدر
إنهض فما أنت كالذي زعموا … أنت وربّي مغازل أشر
قد غابت اليوم عنك حاضنتي … فالله لي منك فيك ينتصر
يا ربّ خذ لي فقد ترى ضرعي … من فاسق جاء ماله سكر
أهوى إلى معضدي فرضرضه … ذو قوّة ما يطاق مقتدر
ألصق بي لحية له خشنت … ذات سواد كأنها الإبر
حتّى علاني وأسرتي غيب … ويلي عليهم لو أنّهم حضروا
أقسم بالله لا نجوت بها … فاذهب فأنت المساور الظفر
كيف يأمّي إن رأت شفتي … أم كيف إن شاع منك ذا الخبر
قد كنت أخشى الذي ابتليت به … منك فماذا تقول يا عبر
قلت لها عند ذاك يا سكني … لا بأس إنّي مجرّب خبر
قولي لها بقّة لها ظفر … إن كان في البقّ ماله ظفر
ثم قال لي: بمثل هذا الشعر يميل القلب، ويلين الصعب، وتسلب الحرّة فكيف بالغزلة.
وعن أبي عبيدة قال، قال رجل يوما لبشّار في المسجد الجامع يداعبه: يا أبا معاذ! يعجبك الغلام الجادل؟ فقال غير مكترث ولا محتشم: لا ولكن تعجبني أمّه!.قال، وأنشد أبو أيّوب لبشّار في ثقيل فقال (من السريع):
هل لك في مالي وعرضي معا … وكلّ ما يملك جيرانيه
واذهب إلى أبعد ما ينتوى … لا ردّك الله ولا ماليه