واسترخت الكفّ للعراك وقا … لت إيه عنّي والدمع ينحدر

إنهض فما أنت كالذي زعموا … أنت وربّي مغازل أشر

قد غابت اليوم عنك حاضنتي … فالله لي منك فيك ينتصر

يا ربّ خذ لي فقد ترى ضرعي … من فاسق جاء ماله سكر

أهوى إلى معضدي فرضرضه … ذو قوّة ما يطاق مقتدر

ألصق بي لحية له خشنت … ذات سواد كأنها الإبر

حتّى علاني وأسرتي غيب … ويلي عليهم لو أنّهم حضروا

أقسم بالله لا نجوت بها … فاذهب فأنت المساور الظفر

كيف يأمّي إن رأت شفتي … أم كيف إن شاع منك ذا الخبر

قد كنت أخشى الذي ابتليت به … منك فماذا تقول يا عبر

قلت لها عند ذاك يا سكني … لا بأس إنّي مجرّب خبر

قولي لها بقّة لها ظفر … إن كان في البقّ ماله ظفر

ثم قال لي: بمثل هذا الشعر يميل القلب، ويلين الصعب، وتسلب الحرّة فكيف بالغزلة.

وعن أبي عبيدة قال، قال رجل يوما لبشّار في المسجد الجامع يداعبه: يا أبا معاذ! يعجبك الغلام الجادل؟ فقال غير مكترث ولا محتشم: لا ولكن تعجبني أمّه!.قال، وأنشد أبو أيّوب لبشّار في ثقيل فقال (من السريع):

هل لك في مالي وعرضي معا … وكلّ ما يملك جيرانيه

واذهب إلى أبعد ما ينتوى … لا ردّك الله ولا ماليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015