تقسّم كسرى رهطه بسيوفهم … وأمسى أبو العبّاس أحلام نائم

وقد كان لا يخشى انقلاب مكيدة … عليه ولا جري النحوس الأشائم

مقيما على اللذّات حتى بدت له … وجوه المنايا حاسرات العمائم

وقد ترد الأيام غرا وربّما … وردن كلوحا باديات الشكائم

ومروان قد دارت على رأسه الرحى … وكان لما أجرمت نزر الجرائم

فأصبحت تجري سادرا في طريقهم … ولا تتّقي أشباه تلك النقائم

تجرّدت للإسلام تعفو سبيله … وتعري مطاه لليوث الضراغم

فما زلت حتى استنصر الدين أهله … عليك فعاذوا بالسيوف الصوارم

لحى الله قوما رأسوك عليهم … وما زلت مرؤوسا خبيث المطاعم

أقول لبسّام عليه جلالة … غدا أريحيا عاشقا للمكارم

من الفاطميّين الدعاة إلى الهدى … جهارا ومن يهديك مثل ابن فاطم

(64) سراج لعين المستضيء وتارة … يكون ظلاما للعدوّ المزاحم

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن … برأي نصيح أو نصاحة حازم

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة … فإنّ الخوافي قوة للقوادم

وما خير كفّ أمسك الغلّ أختها … وما خير سيف لم يؤيّد بقائم

وخلّ الهوينا للضعيف ولا تكن … نؤوما فإنّ الحزم ليس بنائم

وحارب إذا لم تعط إلاّ ظلامة … شبا الحرب خير من قبول المظالم

وعن المازني قال، سمعت أبا عبيدة يقول: ميميّة بشّار هذه أحبّ إليّ من ميميّتي جرير والفرزدق. قال الأصمعيّ، قلت لبشّار: يا أبا معاذ! إنّ الناس يعجبون من أبياتك في المشورة! فقال: يا أبا سعيد! إنّ المشاور بين صواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015