تلميذ، وللسادة الكتّاب من أهل الأدب من جملة العبيد؛ إذ ليس نقتبس إلاّ من أنوارهم، ولا نغترف إلاّ من بحارهم رضوان الله عليهم، وزاد من برّه وإحسانه في جنانه إليهم. ثم إنّي أعوذ بربّ الناس، من شرّ الوسواس الخنّاس؛ وأبتدئ بذكر أوّل دولة الخلفاء من بني العبّاس. والمرجوّ من الله التوفيق والإرشاد إلى سلوك هذه الطريق الجادّ.
(4) ذكر ابتداء الدولة العباسيّة
أدام الله أيام سلطانها
قال القاضي ابن خلّكان رحمه الله تعالى في تاريخه إنّ الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه افتقد عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه في وقت صلاة الظهر فلم يجده؛ فقال لأصحابه: ما بال أبي العبّاس لم يحضر؟ فقالوا: ولد له مولود.
فلمّا صلّى <عليّ> عليه السلام قال: امضوا بنا إليه. فأتاه فهنّأه فقال: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، ما سمّيته؟ قال: أيجوز أن أسمّيه حتى تسمّيه أنت؟! فأمر به فأخرج إليه فأخذه وحنّكه ودعا له وردّه إليه وقال: خذ إليك أبا الأملاك، سمّيته عليّا وكنّيته أبا الحسن. فلمّا قام معاوية رضي الله عنه خليفة قال لابن عبّاس: ليس لكم اسمه وكنيته، وقد كنّيته أبا محمد، فجرت عليه. هذا ما ذكره القاضي ابن خلّكان عن المبرّد في كتابه المسمى بالكامل.
وقال الحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء إنّ عليّا لّما قدم على عبد الملك بن مروان قال له: غيّر اسمك أو كنيتك! قال: أمّا الاسم فلا وأمّا