قسمه الثاني على طرائف من أخبار الزهّاد والصوفية. ويرجع ابن الدواداري أيضا إلى كتاب الكامل للمبرّد (-285 هـ)،وإلى مروج الذهب للمسعودي (-345 هـ)،ولطائف المعارف للثعالبي (-429 هـ)،والعقد الفريد لابن عبد ربّه (-328 هـ)،ووفيات الأعيان لابن خلّكان (-681 هـ).وهو يستخدم مروج الذهب، ووفيات الأعيان في إيراد الطرائف والنوادر، كما يستخدمهما في أخبار التاريخ السياسي، والتراجم.
أمّا أهمّ مصادره الأدبية فكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (-356 هـ) الذي يرجع إليه دائما في تراجم الشعراء وأخبارهم وأشعارهم.
ولابن الدواداري غرام خاصّ بإيراد الأشعار وبخاصة لكبار الشعراء، الذين لا يورد أخبارهم ومقتبسات من شعرهم تحت سنة واحدة؛ بل يقسم ما ورد في الأغاني أو ما اختاره منه على عدة سنوات أحيانا فيورد تحت كلّ سنة أشعارا وأخبارا عن الشاعر نفسه مثلما فعل بالنسبة لبشار بن برد (-168 هـ) الذي وزّع أخباره وأشعاره المنقولة عن الأغاني على عشر سنوات (159 - 168 هـ).ولا يرجع ابن الدواداري إلى دواوين الشعراء لأنه يرمي إلى ربط الشعر بالخبر؛ ولذا رجع إلى مجموعات أدبية وشعرية من مثل أشعار أولاد الخلفاء للصولي (-335 هـ)،ويتيمة الدهر للثعالبي (-429 هـ)،وربما أيضا إلى كتاب الورقة لابن الجرّاح (-296 هـ).وقد يقتبس أشعارا من كتاب آخر له مثلما فعل في الجزء الخامس عندما اقتبس شيئا من تشبيهات ابن المعتزّ (-296 هـ) من كتاب له اسمه: «المذاكرة والمفاخرة وآداب المعاشرة».
مصادره من كتب التراجم: رجع ابن الدواداري إلى كتب التراجم في تراجمه لرجالات الأدب والثقافة والسياسة في ثنايا تاريخه السياسي على السنين. وكتب التراجم التي رجع إليها نوعان: كتب التراجم العامة، وكتب التراجم التي تهتم بشخصيات فرع ثقافيّ أو سياسيّ معيّن. وتأتي تحت النوع الأول كتب تواريخ المدن من مثل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (-463 هـ)،