أقول (من البسيط):
لمن أبوح بشعرى حين أذكره … أم من أخصّ بما فيه من الزبد
إمّا جهولا فلا يدرى مواقعه … أو عالما فهو لا يخلو من الحسد
وأقول: هذا جهد المجتهد وعلى الله أعتمد.
قال سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صحيح مسلم (?) ما رواه عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة رضى الله عنهما أنّهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلاّ حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده.
قلت: الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان والأفضل أن يكون بالقلب واللسان جميعا، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل، ثم لا ينبغى أن يترك الذكر باللسان مع القلب معا خوفا أن يظنّ به الرياء بل يذكر بهما جميعا ويقصد به وجه الله عزّ وجلّ، قال مجاهد: لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله تعالى قائما وقاعدا ومضطجعا، وقال عطاء: من صلّى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل فى قوله تعالى: {وَالذّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذّاكِراتِ»} (?) (13)، وجميع ذكر الله تعالى الذى تصل إليه الطاقة البشريّة كما روى عنه صلى الله عليه وسلم قوله:
لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (?).
والذى وصلت إليه الأفهام ثلاثة أنواع: تسبيح وتحميد وتكبير، فالتسبيح نفى النقائص وأنّه سبحانه موجود قديم باق صمد واحد أحد وهو معنى سبحان الله،