أمسى العراقىّ لا يدرى إذا برزت … من ذا تطوّف بالأركان أو سجدا
قال: ولم يزل عمر ينسب بها أيام الحج ويطوف حولها ويتعرّض لها، وهى تكره أن يرى وجهها حتى وافقها يوما ترمى بالجمار سافرة، فنظر إليها فقالت: أم والله لقد كنت كارهة منك يا فاسق! فقال <من الكامل>:
إنّى وأوّل ما كلفت بذكرها … عجبا وهل فى الدّهر من متعجّب
نعت النساء فقلن لست بمبصر … شبها لها أبدا ولا بمقرّب
فمكثن حينا ثم قلن: توجّهت … للحجّ، موعدها لقاء الأخشب
أقبلت أنظر ما زعمن وقلن لى … والقلب بين مصدّق ومكذّب
(207) فلقيتها تمشى تهادى موهنا … ترمى الجمار عشيّة فى موكب
غرّاء يعشى الناظرين بياضها … حوراء فى غلواء عيش معجب
إنّ التى من أرضها وسمايها … جلبت لحينك ليتها لم تجلب
قال: ولم تزل عايشة ترفق به وتداريه خوفا أن يتعرّض لها حتى قضت حجّها وانصرفت إلى المدينة. فقال <من الرمل>:
إنّ من تهوى مع الفجر ظعن … للهوى والقلب متباع الوطن
منها <من الرمل>:
نظرت عينى إليها نظرة … تركت قلبى لديها مرتهن
(7) فقلن: فى الأغانى 1/ 201: «فقلت»
(8) الأخشب: انظر الأغانى 1/ 201 حاشية 3
(11) غلواء عيش: انظر الأغانى 1/ 201 حاشية 5