الأشعث، إلى أن تكاثرت عليه الجيوش من قبل عبد الملك. فهزموا جموع عبد الرحمن فلما رأى عبد الرحمن انهزام جموعه وأنه موخوذ اتكى على سيفه. فقتل نفسه فإنه لشدة بأسه وشجاعته لم يجسر أحدا على قتله حتى قتل نفسه، وكان ذلك فى شهر ذى القعدة من هذه السنة ووجد فى معمعة الحرب طريحا وسيفه مصلبا فيه.
(161) وبعث الحجاج برأس عبد الرحمن بن الأشعث إلى عبد الملك مع عزاز بن عمرو بن شأس. فلما ورد به وأوصل الكتاب، جعل عبد الملك يقرؤه، فكلما شكّ فى شئ سأل عزاز عنه فأخبره به، فعجب عبد الملك من بيانه وفصاحته مع سواده، فقال متمثلا <من الطويل>:
وإنّ عزازا إن يكن غير واضح … فإنّى أحبّ الجون ذا المنكب العمم
وهذا البيت تتمة البيتان المقدم ذكرهما، فلما تمثل عبد الملك بهذا البيت ضحك عزازا من قوله ضحكا غاظ عبد الملك فقال له: ممّ [ضحكت] ويلك! قال: أتعرف عرارا يا أمير المؤمنين الذى قيل فيه هذا
(4) فى. . . السنة: فى تاريخ الطبرى 2/ 1132 (حوادث 85): «ففيها كان هلاك عبد الرحمان بن محمّد بن الأشعث»، قارن فيتشا فالييرى، مقالة «ابن الأشعث» 717
(6 - 2،240) وبعث. . . سرّحه: ورد النص فى الأغانى 2/ 384 - 385
(10) المنكب العمم: انظر الأغانى 2/ 384 حاشية 4
(11) ذكرهما: انظر هنا ص 237 سطرين 6 - 7