آدم عليه السلام وما ورد من الحديث فى الأمم المخلوقة من قبله، وأردفت ذلك بالأنبياء والمرسلين من نسله، تتلّوا ذلك الحين صلوات الله عليهم أجمعين، ثم ذكرت السحرة والكهّان من قبل آفة الطوفان، من بعد ما وهنت عن طوائف الجنّ والجانّ، وإبليس اللعين، وأولاده وجنوده وأعوانه الملاعين، وكلّ ذلك مستخرج من صحيح مسلم والبخارى، لا فوق بما ألفته على أهل زمانى من أنظارى، ثم ذكرت شجعان الجاهليّة، والفحول من الشعراء الأوائليّة، فى الفترة لما بين عيسى صلوات الله عليه والحواريّين، إلى مولد سيّدنا وحبيبنا وشفيعنا محمّد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين (10) وأصحابه والتابعين صلاة دائمة إلى يوم الدين.
ثم ابتدأت من أوّل عام الهجرة سياقة النيل من بعد سياقة التاريخ بعام الفيل وقدّمت قبل كل حادثة من حوادث ذلك العام، ما يليق من الكلام، وذلك ما استقرّ عليه القاع من الماء القديمة، وما انتهت إليه الزيادة على القانون المستقيم، وأثبتّ ذلك لفوائد عدّة يأتى شرحها، ويظهر للمتأمّل الحاذق ربحها.
ثم أتبعت هذا الكلام، فى حوادث كلّ عام، ومن كان فيه من الحكّام من خلفاء الإسلام، وملوك الأنام، السادة الأعلام فى مشارقها ومغاربها، ومسالمها ومحاربها، وذلك ممّا اتّصل إلينا من أخبارهم فقصصناه من آثارهم وما عدا ذلك فعلمهم عند خالقهم، ومنشئهم ورازقهم، وذكرنا ما حدث فى كلّ عام من حوادث وأمور، وما تغيّر فيه من أمر كان أو مأمور، واعتمدت فى ذلك كلّه الغاية فى الاختصار، إذ التواريخ وجمعها لا يقع عليها إحصار، ولقد اعتنيت بحصر ما جمعت فيه من ملح تواريخ الإسلام، وما اخترت من نوادر جواهر الكلام، فكان نيف وخمسين، مجيدين محسنين، حسبما ذكرت من أسمائهم وبيّنت من