ويقال: إنّ الزبير أوّل من سلّ سيفا فى الله عزّ وجلّ، وذلك أنّه نفخت نفخة من الشيطان: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فأقبل الزبير سوق الناس بسيفه، وكان عليه السّلام قد ذهب إلى أعلى مكّة، فرآه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: «ما لك يا زبير»، فقال: أخبرت أنك أخذت، فصلّى عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ودعا له ولسيفه.
وقال جرير ينعى على بنى مجاشع قتل الزّبير:
قالت قريش ما أذلّ مجاشعا … دارا وأكرم ذا القتيل قتيلا
لو كنت حرّا يا بن قين مجاشع … شيعت ضيفك فرسخا أو ميلا
أفبعد قتلكم خليل محمّد … ترجو القيون مع الرّسول سبيلا
وقيل: إنّ هذه الأبيات أيضا من قوله:
إنى تذكّرنى الزبير حمامة … تدعو ببطن الواديين هديلا (1)
قال محمّد بن جرير الطبرى فى تاريخه (2): ولمّا استقر علىّ بالبصرة بعث عبد الله بن عبّاس إلى عائشة رضى الله عنها، يأمرها بالخروج إلى المدينة، فدخل عليها ابن عبّاس، بغير إذنها، واجتذب وسادة فجلس عليها، فقالت له: يا بن عبّاس، أخطأت السّنة المأمور بها، (273) دخلت علينا بغير إذننا، وجلست على رحلنا بغير أمرنا، فقال لها: لو كنت فى البيت الذى خلّفك فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم لما كنّا دخلناه إلاّ بأمرك، ولا جلسنا على رحلك إلاّ بإذنك، إنّ أمير المؤمنين