فرجعوا إلى عثمان فحصروه، ولمّا أحاطوا بداره فى المرّة الأولى أشرف عليهم عثمان رضى الله عنه فقال: ما الّذى نقمتم علىّ؟ فإنّى معتبكم، ونازل عند محبّتكم.
فقالوا: زدت فى الحمى لإبل الصدقة على حمى عمر.
قال: لأنّ ذلك زاد فى ولايتى، فزدت لها.
قالوا: فإنّك لم تشهد بدرا.
قال (228): لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم خلفنى على ابنته.
قالوا: لم تشهد بيعة الرضوان.
قال: إنّما كانت من أجلى، بعثنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وصفّق بيده، وشماله خير من يمينى.
قالوا: فررت يوم الزحف.
قال: إنّ الله سبحانه عفا عن ذلك.
قالوا: ضربت أبشارنا، ووليت علينا سفهائنا، وسيّرت خيارنا.
قال: إنّما سيّرت من سيّرت مخافة الفتنة، فمن مات منهم فودوه، واقتصّوا منّى لمن ضربته، وأمّا عمّالى فمن شئتم عزله عزلتموه، ومن شئتم إقراره فأقرّوه.
قالوا: فمال الله الذى أعطيته قرابتك؟
قال: اكتبوا به علىّ للمسلمين صكّا، لأعجّل ما قدرت على تعجيله، وأسعى فى باقيه، إنّى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: زنا بعد إحصان، أو كفر بعد إيمان، أو أن يقتل نفسا بغير حقّ فيقتل به»،