ومدّ حباله، وأجلب بخيله ورجله، فقام الصدّيق حاسرا مشمرا، فردّ الإسلام على غرّة، وأقام أود نفاقه، فانذعر النفّاق بوطئه، وانتعش الناس بعدله، حتى أراح الحقّ على أهله، وحقن الدماء فى أهلها.
كان أبيض، نحيفا، طويلا، خفيف العارضين، غائر العينين، أجنأ (1)، ناتئ الجبهة، عارى الأشاجع (2)، لا يستمسك إزاره، يسترخى عن حقويه (3)، يخضب، وفى تاريخ القضاعىّ رحمه الله تعالى أنّه كان آدم اللون، والله أعلم.
المعروف بقى مصارع السوء، والموت أشدّ ما قبله وأهون ما بعده، أربع من كنّ فيه كان من خيار عباد الله: من فرّج للتائب، واستغفر للمذنب، وأعان المحسن، ودعا للمدبر، ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه: البغى، والنّكث، والمكر.
كان كاتبه عثمان بن عفّان إلى حين وفاته، رضى الله عنه.
كان حاجبه سويدا، ويقال شريف مولاه رضى الله عنه.
كان نقش خاتمه: نعم القادر الله، وقال ابن عبّاس رضى الله عنه: بل كان نقش خاتمه: عبد ذليل لربّ جليل، والله أعلم.