ولقد حرصت فى تحقيقى لهذا الجزء على الرجوع-بقدر الإمكان-إلى المصادر الأصلية التى رجع المصنف لها وأشار إليها، ومقارنتها بالأصل، فجعلت تلك المصادر بمثابة نسخة ثانية أقوم فى ضوئها بتصحيح الأصل وتبيّن غوامضه، غير أنى فى حالة الاختلاف بين الأصل والمصادر كنت أرجح إثبات ما جاء فى الأصل، ما لم يكن هناك خطأ واضح أو تصحيف بيّن.
أما الأحداث التى لم يشر المصنف فيها إلى مصادره فقد راجعت المصادر المعتمدة، والتى يغلب على الظنّ أن المصنف رجع إليها بنفسه أو رجع إليها من ينقل هو عنه، وقد أثبتّ الاختلافات بين الأصل وتلك المصادر فى الهوامش الموضوعية.
وكان لا بدّ لنا من تصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية التى وقع فيها المصنّف فحصصنا لها هامشا مستقلا بخلاف الهوامش الموضوعية، بمعنى أننى قسمت كلّ صفحة إلى قسمين:
القسم الأول: وهو المتن الذى كتبه المصنف.
القسم الثاني: وهو الهوامش، وجعلتها على نوعين:
1 - الهوامش اللغوية: وترد هذه الهوامش أسفل المتن مباشرة، وتشتمل على تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية التى وقع فيها المصنف، كما تشتمل على الاختلاف فى رسم الكلمات العربية بين عصر ابن الدوادارى وعصرنا الحديث وقد اهتدينا فى تسجيل هذه الهوامش بأرقام السطور.
2 - الهوامش الموضوعية: وترد أسفل الهوامش اللغوية، وهى تتضمّن التعليقات التوضيحية لبعض غوامض النص، كما تتضمن تصحيحات للأخطاء الموضوعية التى وقع فيها المصنف، والتعريف ببعض الشخصيات، ومقارنة اقتباسات المصنف بالكتب التى اقتبس منها والموجودة بين أيدينا.