كليله ودمنه (صفحة 74)

العقاب؛ وزايلت الأشرار بقلبي، وحاولت الجلوس مع الأخيار بجهدي، ورأيت الصلاح ليس كمثله صاحب ولا قرينٌ، ووجدت مكسبه إذا وفق الله وأعان يسيراً؛ ووجدته لا ينقص على الإنفاق منه؛ بل يزداد جدةً وحسناً؛ ووجدته لا خوف عليه من السلطان أن يغصبه، ولا من الماء أن يغرقه، ولا من النار أن تحرقه، ولا من اللصوص أن تسرقه، ولا من السباع وجوارح الطير أن تمزقه؛ ووجدت الرجل الساهي اللاهي المؤثر اليسير يناله في يومه ويعدمه في غده على الكثير الباقي نعيمه، يصيبه ما أصاب التاجر الذي زعموا أنه كان له جوهرٌ نفيسٌ، فاستأجر لثقبه رجلاً، اليوم بمائة دينار؛ وانطلق به إلى المنزل ليعمل؛ وإذا في ناحية البين صنجٌ موضوعٌ. فقال التاجر للصانع: هل تحسن أن تلعب بالصنج؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015