وقد قيل أنه لما أنزلت هذه الآيات قال المصطفى الكريم - صلى الله عليه وسلم - .. اطوى الفراش يا خديجة، فقد انتهى عهد الراحة .. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائم الفكرة، متواصل الأحزان، ليس له راحة .. (?)
وقال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً} (?).
فمكة ليس فيها نهر يسبح فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباعه ولكن يسبح فى قلوب الخلق يكلمهم عن عظمة الله وقدرته وأسمائه وصفاته وبره وعطفه وجوده وكرمه وعن اليوم الآخر والجنة والنار ..
فالداعى مثل السابح فى النهر فالذى يسبح فى النهر لا يغفل دقيقة واحدة وكذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الدعوة إلى الله.
- الميدان الثانى: الليل:
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً} (?).