حُكى أن .. رجلاً اجتاز على حجرة نخاس (تاجر الرقيق) فرأى فيها جارية مستحسنة فتعلقت بقلبه، فلم يقدر أن يتجاوز الموضع وكان تحته فرس يساوى مائة دينار وعليه أثواب جميلة وهو مقلد بسيف محلى بالذهب وبين يديه مملوك أسود. فتقدم إلى صاحبها وطلب منه بيعها فقال له: لاشك أنك أحببت جاريتى والمحب يبذل كل ما يملك فى طلب محبوبه. ولا أبيعها إلا بجميع ما تملك يدك فى هذه الساعة. فنزل عن فرسه وخلع جميع ما عليه من الثياب واستعار قميصاً من النخاس وسلم الجميع إليه مع المملوك الذى كان بين يديه وأخذ الجارية ومضى إلى بيته حافياً مكشوف الرأس.
لما بذل الثمن .. أخذ الثمن .. عرف ما طلب .. فهان عليه ما بذل .. الصادق المحب .. لا يقف مع غير محبوبه.
فإذا سمعت قول الحق - سبحانه وتعالى - {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (?) فسألت ما ثمنها .. ؟!