: مر على النبى - صلى الله عليه وسلم - رجل فرأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جلده ونشاطه. فقالوا يا رسول الله: لو كان هذا فى سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن كان خرج يسعى على أولادٍ صغار فهو فى سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو فى سبيل الله، وإن كان خرج رياءً ومفاخرة فهو فى سبيل الشيطان ". (رواه الطبرانى) (?). إنما الخطأ الذى يكنز ويريد أن يكون قارون صغير والكنز مسموح لمدة سنة فقط لما رواه مسلم عن عمر - رضي الله عنه - قال: كان أموال بنى النضير مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما لم يوجف عليه من خيل ولا ركاب، فكانت للنبى - صلى الله عليه وسلم - خاصة، فكان ينفق على أهله نفقة سنة وما بقى جعله فى الكراع والسلاح عدة فى سبيل الله - سبحانه وتعالى -.
قال الإمام النووى (رحمه الله): أما الكراع فهو الخيل، وقوله ينفق على أهله نفقة سنة أى يعزل لهم نفقة سنة، ولكنه كان ينفقه قبل انقضاء السنة فى وجوه الخير فلا تتم عليه السنة، ولهذا توفى - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة على شعير استدانه لأهله، ولم يشبع ثلاثة أيام تباعاً وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بكثرة جوعه - صلى الله عليه وسلم - وجوع عياله (?)، فكانوا ينفقون وينتظرون فرج الله - عز وجل -.
الله يقضى حاجتك بدون الأسباب إذا كان الدين قرة عينك.