فقال معن: أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار .. فأخذها الأعرابى وقال:
قليل ما أتيت به وإنى ... لأطمع منك فى المال الكثير
فثن (?) فقد آتاك الملك عفواً ... بلا عقل ولا رأى مستنير
فقال معن: أعطوه ألفاً ثانياً كى يكون عنا راضياً.
فتقدم الأعرابى إليه وقبل الأرض بين يديه وأنشد يقول:
سألت الله أن يبقيك دهراً ... فما لك فى البرية من نظير
فمنك الجود والإفضال حقاً ... وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن: أعطيناه ألفين على هجونا فليعط أربعاً على مدحنا.
فقال الأعرابى:
بأبى أيها الأمير .. فإنك نسيج وحدك فى الحلم ونادرة دهرك فى الجود ولقد كنت فى صفاتك ما بين مصدق ومكذب فلما بلوتك صدَّق الخُبر الخَبر وأذهب ضعف شكٍ قوة اليقين وما بعثنى على ما فعلت إلا مائة بعير جعلت لى على إغضابك.
فقال له الأمير معن: لا تثريب عليك ووصله بمائتى بعير فأخذها وانصرف شاكراً (?).
* * * *