أسباب الوصول إلى الحكم ولسوف نتعطف عليكم من فوق كراسى الحكم، لنقودكم إلى الحق عندئذٍ كرهاً، بدلاً من أن نحاوركم وندعوكم إليه عن طواعية ورضا .. !

أجل .. هذا ما يقوله اليوم لسان حال هؤلاء المسلمين .. بل هذا ما يقوله كثير منهم بألسنتهم عندما يأتى من يذكرهم بتنكبهم عن الطريق، وهذا ما قاله لى كثير منهم فى كثير من المناسبات.

ولكن .. ألا ترى يا قارئى الكريم .. أن هذا الاعتذار الذى يأتى بلسان الحال أو بلسان المقال، إنما هو فى الحقيقة تطاول إلى تصحيح النهج الذى قد قضى وأمر به الله .. ؟

إن المضمون الذى يختفى وراء هذا الاعتذار، ليس إلا قراراً تصحيحياً لما أمر الله به عباده ولما تعهد لهم به، ثم للسلوك التطبيقى الذى لبى من خلاله الصحابة أمر الله وللعهد الذى أنجزه الله لهم لقاء ذلك، وإن هذا القرار التصحيحى لينطق قائلاً:

خير من سلوك هذا الطريق الطويل إلى نشر دين الله فى الأرض وبسط سلطانه على النفوس والبلاد، عن طريق دعوة الناس ومحاورتهم فرداً فرداً .. ، أن نقفز إلى كراسى الحكم فنتبوءها، فنفرض سلطان الإسلام على الناس من هناك شرعة ومنهاجاً، والحكم الذى سيحققه الله لنا، بإتباع هذا المنهج الطويل، من حيث لا يحتسب بوسعنا أن نناله الآن بسلوك الأسباب والوسائل التى يسلكها غيرنا من حيث ندري ونحتسب .. !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015