وينهجوا نهجهم إذ هم الوراث للخصائص التى تميز بها الصحابة عمن
سواهم، وليت .. هؤلاء المسلمين يسلكون مسلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ثم مسلك أصحاب رسول الله؟ فيحصرون أنفسهم، فعلاً، فى نطاق الواجبات التى كلفهم الله بها، فى حق أنفسهم والناس الذين من حولهم، ويفوضون ما التزم لهم به الله إلى الله؟
إننا ننظر، فنجد، ويا للأسف، عكس ذلك تماماً.
لقد نامت فى نفوسهم مشاعر الواجبات الذاتية، التى أذاب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنفسهم فى ضرام السعى إليها والنهوض بها، واستيقظت بدلاً من ذلك لديهم مشاعر التطلع إلى الوعود التى تكفل الله لهم بها.
أمرهم الله - عز وجل - أن يصطبغوا بذل العبودية لله - سبحانه وتعالى - شعوراً وتبتلاً وأخلاقاً وسلوكاً، فشردوا عن واجبهم هذا بأحلام السعى إلى إقامة الحكم الإسلامى .. !
وأمرهم الله - عز وجل - أن يعرفوا الناس على الله وأن يبلغوهم كلماته وأحكامه، وناشدهم ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: " بلغوا عنى ولو آية " فتشاغلوا عن واجبهم هذا بهموم الوصول إلى الحكم، ومناوأة من يصدهم عن ذلك.
والخلاصة .. أنهم قصروا كل التقصير فيما طلبه الله منهم، واجتهدوا كل الاجتهاد فيما ضمنه الله لهم .. ! فصدق عليهم قول ابن عطاء الله السكندرى .. اجتهادك فيما ضُمن لك، وتقصيرك فيما طُلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك .. هما كلمتان، خاطب الله بهما عباده المسلمين من