عن الله لنا؟ .. كما لم يكن من شأن أى منهم أن ينقلب ذات ليلة فى أحلام هذا النعيم الذى وعدهم الله به، كيف يكون مذاقه، أو إلى أى مدى يمتد ظله.

بل كانوا يقطعون الليل، بعد أخذ حظهم من الراحة والرقاد، بنجوى الخائف من تقصيره الطامع فى تجاوز الله وعفوه، وربما اتهم أحدهم نفسه، لتقصير تخيل أنه قد ألم به، بلون من النفاق قد ابتلى به، فيتقلب من ذلك فى هم يكاد يذيبه، ثم لا يسكن روعه حتى يشكو أمره إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيذكره بعظيم رحمة الله - سبحانه وتعالى - وكرمه، ويبشره بأن إحسان الله لعباده يأتى على قدر ضعفهم وعجزهم، إن هم عظموا حرمات الله، واستشعرت قلوبهم مهابته.

تحت سلطان هذه الدوافع والمشاعر، أدوا واجباتهم هذه، وصمدوا لكل ألوان الأذية فى مكة .. وتحت سلطان هذه الدوافع والمشاعر ذاتها، هاجروا فى سبيل الله إلى المدينة، وقد نفضوا أيديهم عن كل زاد إلا زاد التقوى والعمل الصالح .. وهم خلال ذلك يعرفون الناس على الله ويبلغونهم كلمات الله، ويقدمون نفوسهم وحظوظها قرابين رخيصة على طريق تطبيق أوامر الله.

هل كان أى منهم يخلط بين قيامه بواجباته هذه، والتخطيط لكيفية القضاء على الإمبراطورية الساسانية أو الرومانية؟ .. هل كان فيهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015