البخارى أورد فى باب المشى إلى المساجد .. " عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له فى الجنة نزلاً كلما غدا أو راح. متفق عليه (?).
وفى صحيح الإمام البخارى فى باب المشى إلى الجمعة عن عباية بن رافع قال: أدركنى أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من أغبرت قدماه فى سبيل الله حرمه الله على النار " وقد نقل الإمام ابن حجر العسقلانى فى شرحه لهذا الحديث عن ابن بطال أنه قال: والمراد فى سبيل الله كل طاعة (?).
ولهذا تعتبر الغدوة إلى المسجد والروحة منه جهاداً فى سبيل الله، وطالب العلم كالغادى الرائح فى سبيل الله. وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه - من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص فى عقله ورأيه (?).
رابعاً: جهاد المنافقين وأهل البدع والزيغ:
وهذا الجهاد .. يكون باليد .. فإن عجز فبلسانه .. فإن عجز فبقلبه .. وذلك أضعف الإيمان.
فأكمل الخلق عند الله - عز وجل -، من كمل مراتب الجهاد كلها، والخلق متفاوتون فى منازلهم عند الله، تفاوتهم فى مراتب الجهاد، ولهذا كان أكمل