لو تأملنا لرأينا النبى - صلى الله عليه وسلم - شرع لأمته إنكار المنكر ليحصل بإنكاره ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره، وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم، فإنه أساس كل فتنة وشر، وقد استأذن الصحابة رضى الله عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، وقالوا: أفلا نقاتلهم .. ؟ فقال: " لا، ما أقاموا الصلاة " (?) وقال: " من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعن يداً من طاعته " (?).
ومن تأمل ما جرى على الإسلام فى الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على المنكر، فطلب إزالته فتولد ما هو أكبر منه فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرى بمكة أكبر المنكرات مثل الأصنام التى كانت حول الكعبة وعددها ثلاثمائة وستون صنماً، ولما دخلها يوم الفتح فأشار