ما الذي شحذ عزائم الصالحين والعقلاء من عباد الله للطاعات، والاستقامة، والحياة الجادة، سوى القناعة واليقين بقيمة ما اتجهوا إليه، وحرصوا عليه: من عمل صالح، وطاعة؟!.

ما الذي أقعد القاعدين عن العمل الصالح وعن الطاعات ومكارم الأخلاق والسلوك، سوى الغفلة عن قيمة ما قعدوا عنه من طاعة وعمل نافع؟!.

ما الذي دفع بالتعساء وبالمنكوبين في أخلاقهم وسلوكهم إلى أن يتعلقوا بما تعلقوا به، من البدائل عن الأعمال الصالحة والطاعات والأخلاق الكريمة فاختاروا مكانها ما سعوا له: من خلق مشين، وعمل رديء، وشك، وشرك، وشبهة، وشهوة، ما الذي دفعهم إلى هذه الحال سوى الخطأ في تقدير قيمة ما تركوه من كريم الأخلاق وجميل الطاعات، والخطأ في تقدير ما اتجهوا إليه وأخذوا به: من سلوك، وخلق، ومعصية؟!.

هذا الذي يتنكب الطريق الصحيح، وهذا الذي يخطيء الأدب هل أوقعه سوى غفلته وسوى جهله بالأدب المطلوب ما هو؟!.

ويا حسرة من عرف قيمة العمل الصالح والطاعة وكريم الخلق ثم فاته ذلك؛ لأنه قد فاته الوقت؛ لأنه تأخر، أو لأنه استعجل، ومن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه، ومن تأخر عن شيء حتى فات أوانه عوقب بحرمانه!.

فيا أخي ويا أختي ويا أيها الإنسان كن عاقلا رشيدا:

ميز بين الطيب والخبيث.

ميز بين النافع والضار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015