كتب لي مرة أحد طلابي في بحثه-في معرض حديثه عن بديع صنع الله- فقال: "فتعالى الله أحسن الخالقين"، فقلت له: إن كلمة "تعالى" هنا في غير موضعها، ولكن الأنسب في هذا الموضع كلمة أخرى، وانظر إلى قوله تعالى في المعنى ذاته: {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} "1" فكم هو الفرق بين كلمة: "فتعالى"، وكلمة: "فتبارك" في هذا الموضع!!.
إن للكلمات الحق أماكن أنسب لها في سياق الكلام، فعلى المتكلم، والباحث، والمعلم، والداعية، أن يراعيها عندما يتكلم أو يكتب!.
وكم يضيع معنى الكلمة الحق الرائعة، ويضيع بهاؤها وخواصها عندما يضعها المتكلم والباحث في غير موضعها الأنسب لها، أدبا وفقها