ها هو رمضان يودع أحبابه من المؤمنين الصائمين القائمين الراكعين الساجدين التالين للكتاب العزيز، وها هم يودعونه، يودعونه بالدموع واللوعة على فراقه! وكيف لا، وهو الشهر الذي عرفوه وعرفهم بالصيام حقا، وبالصلاة صدقا، وبالإخبات لله تعالى وذكره: حمدا وشكرا وتسبيحا!.
فوداعا يا رمضان، يا شهر البر والإحسان، ويا شهر القرآن، ويا شهر العبادة والإخبات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات!.
ومن عجب أن لا يتفق الناس جميعا على هذا المعنى؛ وإنما ينقسمون إلى أقسام:
- فمنهم من يحزن على فراق رمضان، ويأسف على انقطاع مواسم الخير فيه.
- ومنهم من يفرح لذهاب رمضان الثقيل على نفسه؛ لأن ذلك فرصة له للتخلص من واجبات رمضان وتكاليفه ودروسه!.
- ومنهم من يحزن لفراق رمضان لانقطاع مصالحه المادية!.