العلم شرف ومسؤولية، والعلم زينة قد يتزين بها الخالي منها أو العاطل عنها، وحسبك بالعلم شرفا أن يدعيه من ليس من أهله، وأن يتبرأ من الجهل من هو من أهله، كما قيل!.
لكن شرف العلم لا يثبت في الحقيقة إلا لمن كان من أهله: علما وعملا، معرفة وسلوكا، علما وخلقا!.
أما العلم بدون ذلك، فهو لا يعدو أن يكون حجج الله على الهالك! نعم! إنه حجج الله يجمعها الإنسان على نفسه؛ ثم هو في الوقت نفسه-في هذه الحال-إنما هو إدانة الإنسان لنفسه بنفسه؛ وذلك حين يقول الإنسان في شأن أمر ما: هذه وجهته، ولكنه يعود فينتكس عمليا؛ فيسلك طريقا غير الذي قال للناس إنه هو الصواب!.
إنه، في هذه الحال، من عقوبة الله له أنه يفضح نفسه بنفسه! ثم هو لا شرف له، ولا فضل له في هذا العلم الذي لم يزك به نفسه، بل شانها بمخالفة ما أنعم الله عليه بتعليمه وجه الحق والصواب فيه!.