وراحته، وصبره، وتضحياته، فإنه يطلب مستحيلا:
لولا المشقة ساد الناس كلهمو ... الجود يفقر والإقدام قتال!
*استشهدت مرة لطلابي - حاثا لهم على التسامي وعلو الهمة وطلب العلم- بقول الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام!
وقلت: ولكن يبدو أن هذه الحكمة قد انعكست هذه الأيام؛ فأصحبت:
وإذا كانت الجسوم كبارا ... تعبت في مرادها الأحلام!
فترى الواحد من الناس يقدم خدمة جسمه على العلو بنفسه، ويسخر عقله في خدمة جسده، وخدمة هواه وشهواته، بدلا من أن يحكم عقله في هواه وشهواته!.
ولكم يكون في الناس من يصدق عليه قول الشاعر:
هم القوم لا بأس من طول ومن قصر ... جسوم البغال وأحلام العصافير!
"وعذرا لأصحاب الوزن الثقيل، باعدهم الله عن هذه العقلية المنكوسة".