بنصوصه الصحيحة الصريحة كل الصراحة، وكذلك بمقاصده وقواعده العامة.
ولا أدري متى سيرعوي هؤلاء عن أعراض المسلمين، ويتقون الله في تعاملهم معهم، ويعودون إلى هدي الدين، وليس إلى أحقاد نفوسهم وسييء أخلاقهم؛ فيتذكروا الله وشرعه والدار الآخرة!.
وما عهد التاريخ هذه الصفة في المسلمين المخلصين، وما عهدها في أهل السنة والجماعة-على مر التاريخ، حتى جاء هذا العصر-وللإمام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- رسالة في "رحمة الإسلام بأهل البدع والمعاصي""1"؛ فليست هذه الصفة التي ينتهجها بعض المسلمين اليوم، للأسف، مشروعة، بنصوص الكتاب والسنة، ومنهج أهل السنة والجماعة، ولا تعرف هذه الصفة إلا في الخوارج الذين بدأ إمامهم هذه الطريقة بالتهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمنه حين قال للرسول: اعدل!!. وهذا الأمر، وهذا المسلك ليس دليلا على الإخلاص، ولا على الاتباع، لا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عصرنا، بل هو دليل على العكس، ولهذا ترى من يسلك هذا المسلك يتخذ من بعض المظاهر ما يظنه دليلا على الإخلاص، أو دليلا على الاتباع، من تقصير ثوبه، أو من الكلام على السنة- بعد أن صوب إلى الإسلام والمسلمين الأسنة!! -وما علم المسكين أن الإخلاص والاتباع إنما هو في أن يسكت لله، وأن يتكلم إذا تكلم لله وفق شرعه، وأن يتهم نفسه، ويحسن الظن بالناس، وأن لا يتخذ من زرع الفتن والبغضاء والشقاق بين المسلمين تجارة، ومن السنة في الظاهر دثارا، يضحك به على نفسه وعلى الناس! وأن عليه أن يتجنب التفريق بين الناس وولاة الأمر، وبين ولاة الأمر