تنبيه: المضمضة - كما قال بعضهم-: أن يجعل الماء في فيه ويديره فيه, ثم يمجه.

والاستنشاق: أن يجعله في أنفه, ويجذبه بنفسه إلى خياشيمه, ثم يستنثر.

وخبر البخاري يدل على أن الاستنثار غير داخل في حد الاستنشاق, وكذلك قال

بعضهم: المضمضة: وضع الماء في الفم وتحريكه, والاستنشاق: جعل الماء في

الأنف وتحريكه.

وقال أبو الطيب والمتولي: المضمضة: إيصال الماء إلى باطن الفم, حتى لو ملأ

فاه ماء ثم بلعه من غير أن يديره فيه, لكان قد تمضمض.

والاستنشاق: إيصال الماء إلى باطن الأنف على أي حال كان.

وفي "الحاوي": أن المضمضة جعل الماء في مقدم الفم, والاستنشاق: جعل

الماء في [مقدم] الأنف.

وبالجملة: فالاستنثار مطلوب؛ لأحاديث صحيحة وردت فيه.

واعلم أن بعضهم قال: أتى الشيخ هاهنا بـ "ثم", وعطف بالواو فيما تقدم؛ لأن

الغرض أن تجتمع النية مع التسمية مع غسل الكفين؛ لتكون النية مقارنة لهما.

قلت: وعلى هذا يعرض سؤال, وهو أن الأصحاب كافة استحبوا مساعدة اللسان

الثلب بالنطق بالمنوي, وإذا كانت النية مقارنة للتسمية وغسل الكفين تعذر

مساعدة اللسان القلب.

نعم, قالوا في الصلاة: المستحب أن ينطق بالمنوي قبل الشروع في النية؛ لتعذر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015