من هذه الآيات (?) أن الدعاء تأله للمدعو، فإن المألوه هو المعبود والعابد آله (?) له (?) ، ومصدره الآله (?) والآلهة، وقرأ (?) ابن عباس رضي الله عنهما: {ويذرك وإلهتك} بكسر الهمزة وفتح اللام قال: "لأن فرعون يُعْبد ولا يَعْبدُ" (?) . وفي هذه الآيات التي ذكرنا هنا وقبلُ ما يبين أن الله تعالى زجر الأمة وأبلغ في الزجر والوعيد لمن دعا معه غيره، (7 وبين أنه شرك والاستغاثة دعاء ويختص بالمضطر7) (?) .
وقول هذا العراقي الجاهل المماحل: (أن طلبتهم من غير الله إنما هي من باب السبب) . فيقال: هذا من باب التلبيس والتمويه على الجهال، وهذا من مصائد الشيطان ووحيه، معارضة لما دلت عليه الآيات المحكمات من بيان الشرك والوعيد عليه، فإذا اعتقد المشرك أن هذا من باب التسبب فليس كل ما اعتقده [هو] (?) أو غيره سبباً يكون مشروعاً، يجوز فعله، وقد قال الخليل عليه السلام: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِين} (?) .