إلى أن قال (?) :
(الوجه الرابع أن يقال: الغلاة المشركون هم في الحقيقة بخسوا الرسل ما يستحقونه من التعظيم؛ دون الأمة الوسط أهل التوحيد، المتبعين لشريعة/الرسل.
وبيان ذلك بأمور:
منها أنهم يقولون: إن النصارى يعظمون المسيح، وكذلك الغالية في علي، أو الأئمة (?) أو الشيوخ أو غيرهم، وهم في الحقيقة متنقصون لهم، فإن المسيح عليه السلام أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وأخبرهم أنه عبد الله؛ فهم إذا اتبعوه كان له من الأجر مثل أجورهم؛ من غير أن ينقص من أجورهم شيء، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من دعا إلى هدى كان له (?) من الأجر مثل أجور من تبعه، من غير أن ينقص (?) من أجورهم شيء" (?) وإذا غلوا فيه، واتخذوه ربّاً انقطع (?) العمل الصالح الذي كان يحصل بالتوحيد والطاعة، وحصل لهم مع ذلك عذاب أليم.