والثاني: أنه (?) إنما توجه بدعائه وشفاعته، فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء، وقال في آخره "اللهم فشفعه في"فعلم أنه يشفع (?) له، فتوسل بشفاعته لا بذاته، كما كان الصحابة يتوسلون بدعائه في الاستسقاء، وكما توسلوا بدعاء العباس بعد مماته.
وهذا المحتج به بنى حجته على مقدمتين فاسدتين: على أنهم توسلوا (?) بذاته، وأن ذلك يسمى استغاثة به (?) ، فلزم من ذلك (?) جواز ذلك بعد موته، وفساد إحدى المقدمتين يبطل كلامه (?) ، فكيف إذا بطلتا؟ وما ذكره من توسل آدم وحكاية المنصور، /فجوابها من وجهين:
أحدهما: أن هذا لا أصل له، ولا تقوم به حجة، ولا إسناد لذلك.
والثاني: أنه (?) لو دل لدل (?) على التوسل بذاته، لا على الاستغاثة به.
وأما فتح الكوة لينزل المطر، فهذا (?) أيضاً باطل، كما تقدم التنبيه عليه، ومع هذا فليس من هذا، وكذلك استسقاؤهم بدعائه ليس من هذا الباب.
وأما اشتكاء البعير إليه، فهذا كاشتكاء الآدمي إليه (?) ، وما زال الناس