موتهم، أو يطلب منه كل ما يطلب من الله؟ فإن عنيت الأول (?) فقائله أعظم جرماً [من] (?) أن يقال: تنقصهم بعبارته (?) ، إذ قد يكون كافراً؛ مثل أن يتضمن نفيه مثل جحد رسالة الرسول، أو جحد ما يدخل في الإيمان، من الإيمان بالملائكة، ولكن ما نحن فيه ليس من هذا الباب.
وإن أردت الثاني، فليس في نفي خصائص الربوبية عن المخلوق نقص له يجيب تنزيهه عنه، فضلاً عن أن يجب نفيه [عنه] (?) فمن قال: لا إله إلا الله، لم يكن قد تنقص (?) الملائكة والأنبياء بنفي الإلهية عنهم، ومن قال: إن
الأنبياء والملائكة ليسوا أرباباً ولا آلهةً، ولا يُعبدون ولا يُطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، كان قد نفى عنهم ما يختص به الرب تبارك وتعالى [ولم ينف عنهم الأسباب] (?) .
قلت (?) : وهذا النفي هو الذي خلقوا له، وهو دينهم الذي كانوا عليه وهو الذي يرضيهم من أتباعهم، وهو كمال في حقهم كما قال تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّه} (?)