إخلاص الدين لله؛ إلى نوع من الشرك (?) ، فيقصدون بالسفر والزيارة رجاء غير الله (?) والرغبة إليه، ويشدون الرحال/ إلى قبر (?) نبي، أو صاحب، أو صالح (?) ، داعين له راغبين إليه، ومنهم من يظن أن المقصود من الحج هو هذا، فلا يستشعر إلا قصد المخلوق المقبور، ومنهم من يرى أن ذلك أنفع له من الحج إلى البيت، ومن جهالهم من يتوهم أن زيارة القبر واجبة، ومنهم من يسأل المقبور الميت كما يسأل الحي الذي لا يموت. يقول: يا سيدي فلان اغفر لي، وارحمني، وتب عليَّ، وانصرني على فلان، وأنا في حسبك أو جوارك.
وقد ينذرون أولادهم للقبور، ويسيبون لهم السوايب من البقر وغيرها، كما كان المشركون يسيبون لطواغيتهم. قال الله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُون} (?) .انتهى.
فإذا جوز هؤلاء-كالعراقي وأمثاله-الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، (6 وخالفوا نهيه الصريح الصحيح 6) (?) ، وخالفوا ما كان عليه الخلفاء الراشدون والسابقون الأولون، فليعلم أن في ذلك من المفاسد العظيمة، وفتح باب (?)