به الكتاب (?) والسنة.
ومن أصول أهل العلم التي لا يمكن أحد أن ينازع فيها: أنه إذا تعارض دليلان، وصار أحدهما أصح من الآخر أخذ بالصحيح وترك ما دونه، كما إذا تعارض الصحيح والحسن فكيف إذا عارض الصحيح، الضعيف، والمنقطع، أو الموضوع، أو المعضل (?) ، أو الحكايات المكذوبة، والهفوات المنسوبةإلى من لا تقوم بقوله حُجة؟ فيتعين (?) الأخذ بالصحيح عند جميع العلماء. وهذا الذي يورده هذا المماحل قد عارض القرآن كله من أوله إلى آخره، وعارض ما في الصحاح والسنن والمسانيد: من تقرير الإخلاص والتوحيد، وإبطال الوسائل والوسائط (?) بين رب العالمين وعباده، فإنه تعالى أرشدهم إلى أعظم ما يتوسلون به إليه في رغبتهم ورهبتهم، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (?) ، وقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَب} (?) ، فأخبر أن الملائكة والأنبياء والصالحين الذين يدعوهم من يدعوهم إنما كانت وسيلتهم إلى الله في طلب (?) قربهم منه ورجاءه وخوفه إنما هو بالإخلاص/ له (?) والتوحيد، كما قرره أئمة التفسير من السلف