الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به [العبد] (?) إلى الله تعالى، ويتوجه به إليه ويسأله به، لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} (?) ، وهؤلاء دعوه بعبادته، وفعل ما أمر به من العمل الصالح، وهذا كما قال المؤمنون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} (?) إلى قولهِ: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (?) . فسؤال الله والتوسل إليه بامتثال أمره واجتناب نهيه، وفعل ما يحبه من العبودية والطاعة هو (?) من جنس فعل ذلك، رجاء لرحمة الله، وخوفاً من عذابه، وسؤال الله بأسمائه وصفاته، ونحو ذلك يكون من باب التسبب.
والمقصود هنا أنه إذا كان / السلف والأئمة قالوا في سؤاله بالمخلوق ما قد ذكرنا (?) ، [فكيف] (?) بسؤال (?) المخلوق الميت، سواء سأل أن يسأل الله، أو يسأل قضاء الحاجة، ونحو ذلك؟ مما يفعله بعض الناس إما عند قبر الميت، وإما عند غيبته، وصاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم حسم المادة، وسد الذريعة بلعنه من يتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وأن لا يصلى عندها –وإن كان (?)