مقرب ولا نبي مرسل فضلاً عن غيرهما، فلما تبين بهذا واشتهر أمره بالدعوة إلى دين الله ورسوله، واستنكف أعداء الله من ذلك واستكبروا عن قبول دعوته فآذوه وعادوه وأخرجوه من بلدة العيينة ثم هاجر إلى الدرعية، فآووه وواسوهن وقاموا بنصرته والجهاد معه لما أنكر عليه أهل نحد وغيرهم من الطوائف ما دعاهم إليه فشمروا له عن ساق العداوة وبدأوه بالقتال، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون فحينئذٍ قاتلهم مدافعة لهم لما بغوا عليه وظلموه، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ , الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} وقد قال الشيخ الإمام وعلم الهداة الأعلام الشيخ حسين بن غنام منظومة يذكر فيها ما من الله به على المسلمين من النصر والتأييد والتمكين لما كسر الله ثويني وأعرابه فقال –رحمه الله تعالى-:
تلألأ نور الحق وانصدع الفجر ... وديجور ليل الشرك مزقه الظهر
وشمس الأماني أشرقت في سعودها ... ولاح بأفق السعد أنجمه الزهر
وجلاء ظلام الخطب بيض صائع ... كان سناها في عيابه بدر
وأسفر وجه الوقت بعد تعبس ... وحالت بضع الله أحواله الكدر
فأيامه بالأنس بيض شوارق ... تضيء كما أضوى بديجوره فجر
وهبت رياح النصر والفوز والهنا ... فحق لنا منها البشائر والبشر
وروح روح الإنس كل موحد ... ففي قلبه سكر وما مسه خمر