والجواب: أن يقال لهذا الملحد نظرنا في كلامه فوجدنا على أقوم منهج وطريق وقد سلك فيه مسلك أحق والتحقيق ووجدنا كلامك واعتراضك هو الخبط والهمط والتخليط الواضح المشتمل على أنواع من الإفراط والتفريط فقصر بك الجهل والغباوة المفرطة عن غدراك حقائق العلوم النافعة الدينية وانحسرت بك في مهامه الغي والضلال فلم تلحق بأهل الملة الحنيفية وتجارى بكل الغلو والإفراط حتى أوغلت في الشر والاختلاط فكان ما أنت بصدده هو الخلط والضلال لاهل الإيمان بالله ورسوله من ذوي الفضل والكمال.
فأما قوله: "أولاً قياس التوسل والاستشفاع على عبادة النصارى والوثنيين للصور والأوثان" فأقول نعم ن قياس التوسل والاستشفاع على عبادة النصارى والوثنيين للصور والأوثان هو القياس الصحيح الموافق للنص الصريح قال الله تعالى: {وَيَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَيَنْفَعُنَا وَيَقُولُونَ هُؤلَاءِ شُفَعَاؤنَا عِنْدَ اللهِ} الآية وقد بينا فيما تقدم أن التوسل على عرف عباد القبور اليوم هو دعاء الأنبياء والأولياء والتشفع بهم في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات وبينا أن هذا هو محض حق الله وأن من صرفه لغير الله كان مشركاً كما ذكر ذلك أهل العلم وإذا كان المشركون الأولون إنما عبدوا من عبدوه من دون الله بصرف هذه العبادة لغير الله وسموه تشفعاً وتقرباً إلى الله فكفرهم الله بذلك ولم تنفعهم ذلك تشفعاً وتقرباً مع وجود الحقيقة فإن الحقائق لا تتغير بتغيير أسمائها، وقد ذكر أهل العلم أشياء من دين النصارى كقول بعضهم: يا والدة المسح اشفعي لنا إلى الإله أو يا عيسى أعطني كذا وافعل بي كذا فإذا كان هو حقيقة الشرك بالله الذي كفر الله به النصارى وكان من غلاة هذه الأمة من يقول كما تقول النصارى وكما يقوله المشركون الأولون كمن يقول