فالله يجمعنا ويحفظ ديننا ... من شر كل معاند سباب
ويزيد الدين الحنيف بعصبة ... متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم ... ولهم إلى الوحيين خير مآب
لا يشربون من المكدر إنما ... لهم من الصافي لذ شراب
قد أخبر المختار عنهم أنهم ... غرباء بين الأهل والأصحاب
في معزل عنهم وعن شطحاتهم ... وعن الغلو وعن بناء قباب
سلكوا طريق السابقين على الهدى ... ومشوا على منهاجهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا ... منهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى ... إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة ... وصيانة فيه وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا ... وعلى جميع الآل والأصحاب
انتهى، ولا شك عند من أصفى الله سريرته ونور بصيرته أنهم كانوا على الحق على ما كانت عليه الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة وأنهم إن شاء الله تعالى سيحشرون لواء محمد –صلى الله عليه وسلم- لأنهم، ولله الحمد والمنة، هم أتباعه على الحقيقة القائمون بدينه والمعتصمون بكتاب الله وسنة رسوله ولو كره الكافرون ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وما ذكره من الوقاحة وما موه به من القباحة لأنك فيه على ذلك بل نقول حسبنا الله ونعم الوكيل {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .