في سكوتهم يعمهون وفي ريبهم يترددون وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون.
وأما قوله: وأن الناس كلهم منذ ستمائة سنة على شرك ويأمرونه بلعن جماعة من العلماء والأشراف يسمونهم له فإن فعل قبلوه ولقنوه مذهبهم وأمروه بإعادة حجه أن كان حج قبل لأنه حج على طريقة المشركين وأن امتنع عن هذه الأمور قتلوه فالقادم عليهم لا يخلص من الموت إلا بالكفر ونهبوا الحجرة الشريفة أخذوا كل ما فيها فاستعاد إبراهيم باشا ما وجده عندهم وأعاده للحجرة وما قد كانوا أعطوه لأتباعهم.
فالجواب أن نقول: وهذا أيضا من جنس ما قبله من المفتريات والأقوال المنكرة المخترعة الموضوعات فما صدر ذلك ولا كان بنقل العدول الإثبات بل نقول سبحانك هذا بهتان عظيم.
وأما قوله: وكانوا يتأولون في تكفير المسلمين آيات نزلت في حق المشركين ويفسرونها لأتباعهم بما ينطق على مذهبهم.
فالجواب أن نقول هذا كذب وافتراء على الشيخ فانه رحمه الله ما تأول الآيات النازلة في المشركين فجعلها في المسلمين وإنما استدل بالآيات القرآنية النازلة في المشركين وجعلها لمن أشرك بالله وعدل به سواه وبدل دينه وفعل كما فعل المشركون من صرف خالص حق الله لمن أشركوا به واتخذوهم شفعاء من دونه ومن منع تنزيل القرآن وما دل عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل تحت العموم اللفظي فهو من أضل الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل ومن أعظم الناس تعطيلا للقرآن وهجرا له وعزلا عن الاستدلال به في موارد النزاع وقد قال تعالى:
{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته وقد قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ