4 - ما ثبت في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - «أن موسى - عليه السلام - نقل عظام يوسف - عليه السلام - لما خرج من مصر». (رواه الحاكم وصححه الألباني). وقد أشار الألباني - رحمه الله - أن معنى قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث «عظام يوسف» لا يعارض حديث: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»؛ لأنه قد ثبت في حديث بسند جيد رواه أبو داود على شرط مسلم: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما بدن، قال له تميم الداري - رضي الله عنه -: ألا أتخذ لك منبرًا يا رسول الله، يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: «بلى» فاتخذ له منبرًا مرقاتين».فدل هذا أنهم كانوا يطلقون العظام، ويريدون به البدن كله.

بعض الأدلة التي تثبت أن أرواح الشهداء والصالحين تتنعم في الجنة وتتمنى الرجوع إلى الدنيا لفعل الخيرات ولكن تمنع من ذلك:

1 - عن طلحة بن خراش قال: سمعت جابرًا - رضي الله عنه - يقول: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال لي: «يا جابر مالي أراك منكسرًا؟» فقلت: يا رسول الله استُشهِد أبي، قتل يوم أحد، وترك عيالًا وديْنًا. فقال: «أفلا أُبَشرك بما لقي الله به أباك؟» قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: «ما كلَّم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك وكلمه كفاحًا، فقال: يا عبدي تَمَنَّ عليَّ أُعْطِكَ. قال: يا رب تُحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب - عز وجل -:إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

وهو حديث صريح في منع القول بوقوع الرجعة فضلًا عن أن تكون عقيدة إسلامية يجب اعتقادها. ويستفاد منه أيضًا أن جابرًا - رضي الله عنه - لم يكن يعلم عن النعيم الذي كان يتنعم به والده - رضي الله عنه -.

2 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سألوه عن هذه الآية: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169). فقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطّلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من أن يُسألوا قالوا: يا رب نريد أن تردّ أرواحنا في أجسادنا حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015