يسمى بين النوم واليقظة ـ أنه رآه - صلى الله عليه وآله وسلم - فخال أنه رآه حقيقة على قول الشاعر: ومثلك من تخيَّل ثم خالا.

والدليل على صحة القول بأن ما يدَّعُونه كذب أو تخيُّل ما يروونه عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذه الرؤية. .. وكون بعضه مخالفًا لنص كتاب الله وما ثبت من سنته - صلى الله عليه وآله وسلم - ثبوتًا قطعيًا ومنه ما هو كفر صريح بإجماع المسلمين».

5 - قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي - رحمه الله - في (الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة) (ص46): (ومنها ـ أي من القصص المختلقة الموضوعة ـ ما يذكرونه من أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنَوا عليه القيام عند ذكر المولد تعظيمًا وإكرامًا. وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل، ومجرد الاحتمال والإمكان خارج عن حد البيان».

6 - قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في (حكم الاحتفال بالمولد النبوي): «بعضهم يظن أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له مُحَيِّين ومرحّبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} (المؤمنون:15 - 16)، وقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر. وأول شافع وأول مشفع» عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة». اهـ (والحديث رواه مسلم).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015