يا رسول الله جئناك لنتفقّه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر، قال: كان الله ولم يكن شىء غيره، وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شىء، ثم خلق السموات والأرض». وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شىء من كتب السُّنّة.
* ومثله في النكارة ما رُوي عن علي بن الحسين، عن أبيه - رضي الله عنهما -، عن جدّه أن النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «كنت نورًا بين يدي ربي قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام» وهو كذب أيضًا.
* ومن الكذب السخيف ما يقال إن إحدى أمهات المؤمنين أرادت أن تلف إزارًا على جسد النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فسقط الإزار أي لأنه نور، وهذا لا أصل له. وقد كان النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يستعمل الإزار ولم يسقط عنه.
* وكونه - صلى الله عليه وآله وسلم - نورًا أمر معنوي، مثل تسمية القرآن نورًا ونحو ذلك، لأنه نوَّر العقول والقلوب.
* ومن الكذب المكشوف قولهم: «لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك»، وكذلك ما روي عن علي - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: هبط عليّ جبريل فقال: إن الله يقرؤك السلام ويقول: «إني حرمْتُ النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كَفَلَك» وهو حديث موضوع.
* وروي في بعض كتب المولد النبوي عن أبي هريرة قال: سأل النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - جبريل - عليه السلام - فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟ فقال: يا رسول الله، لست أعلم غير أن في الحجاب الرابع نجمًا يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة، رأيتُه اثنتين وسبعين ألف مرة، فقال النبيّ: وعزة ربي أنا ذلك الكوكب».وهذا كذب قبيح، قبّح الله من وضعه وافتراه.
* وذكر بعض غلاة المتصوّفة أن جبريل - عليه السلام - كان يتلقّى الوحي من وراء حجاب وكُشف له الحجاب مرة فوجد النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يوحِي إليه، فقال جبريل: «منك وإليك».
قلت (أي الغماري): لعن الله من افترى هذا الهراء المخالف للقرآن فإن الله تعالى يقول لنبيّه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ}