قلت: وآفته عبد الصمد هذا، قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به.

ثم ساق له حديثًا آخر في إكرام الشهود سيأتي برقم (2898)، ومن دونه لم أعرفهما، وأما رواية ابن عساكر فقد أخرجها ابن الجوزي أيضا في (الموضوعات) (1/ 288 ـ 289) في حديث طويل عن سلمان مرفوعا وقال: إنه موضوع، وأقره السيوطي في (اللآليء) (1/ 272).

شبهة: عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعًا: «لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم ‍! وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضِف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال: غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتُك».

الجواب: هذا الحديث أخرجه الحاكم في (المستدرك) (2/ 615) وقال عنه الإمام الذهبي: «موضوع».وقد تقدم الرد عليه بالتفصيل عند الرد على شبهات من زعم جواز التوسل بالمخلوقين فى الدعاء، وطلب الشفاعة منهم بعد وفاتهم تحت عنوان الشبهة السادسة: الأحاديث الضعيفة في التوسل: الحديث السادس.

* مخالفة هذا الحديث للقرآن: قال الشيخ الألباني: «ومما يؤيد ما ذهب إليه العلماء من وضع هذا الحديث وبطلانه أنه يخالف القرآن الكريم في موضعين منه:

الأول: أنه تضمن أن الله تعالى غفر لآدم بسبب توسله به - صلى الله عليه وآله وسلم -، والله - عز وجل - يقول: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:37). وقد جاء تفسير هذه الكلمات عن ترجمان القرآن ابن عباس - رضي الله عنه - مما يخالف هذا الحديث، فأخرج الحاكم (3/ 545) عنه: «{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} قال: أي رب! ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى. قال: ألم تنفخ فيَّ من روحك؟ قال: بلى. قال: أي رب! ألم تسكنّي جنتك؟ قال: بلى. قال: ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى. قالت: أرأيت إن تبتُ وأصلحتُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015