إنه الخضر. وروي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال ـ وقد ذُكِر له الخضر ـ: «من أحالك على غائب فما أنصفك، وما ألقى هذا على ألسنة الناس إلا الشيطان».

5 - ليس هناك دليل قط على أن الخضر حي أو موجود ـ كما يزعم الزاعمون ـ بل على العكس، هناك أدلة من القرآن والسنة والمعقول وإجماع المحققين من الأمة على أن الخضر ليس حيًا.

ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف) ضوابط للحديث الموضوع الذي لا يقبل في الدين، ومن هذه الضوابط: «الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد.

وسئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق، فقال: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان. وسئل البخاري عن الخضر والياس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا؟ وقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد» [رواه الشيخان]. وسئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا ـ مستدلين بالقرآن ـ: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (الأنبياء: 34)

فالقرآن، والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر.

القرآن يقول: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (الأنبياء: 34) فالخضر إن كان بشرًا فلن يكون خالدًا، حيث ينفي ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ فإنه لو كان موجودًا لجاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيًا ما وسعه الا أن يتبعني» (رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني) فإن كان الخضر نبيًا، فليس هو بأفضل من موسى، وإن كان وليًا فليس أفضل من أبي بكر.

وما الحكمة في أن يبقى طيلة هذه المدة ـ كما يزعم الزاعمون ـ في الفلوات والقفار والجبال؟ ما الفائدة من هذا؟ ليس هناك فائدة شرعية ولا عقلية من وراء هذا. إنما يميل الناس دائمًا إلى الغرائب والعجائب والقصص والأساطير، ويصورونها تصويرًا من عند أنفسهم ومن صنع خيالهم، ثم يُضْفون عليها ثوبًا دينيًا، ويروج هذا بين بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015