لهم لو كانوا يعلمون.
والذى نفسى بيده، لا يخرج أحد منهم رغبة عنها إلا أخلف اللَّه فيها خيرًا منه، إلا أن المدينة كالكير تخرج الخبث، لا تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها، كما ينفى الكير الخبث من الحديد) (?).
قال القرطبي: (الحث على سكناها ربما كان عند فتح الأمصار ووجود الخيرات بها كما جاء في الحديث سفيان بن أبي زهير قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (تفتح اليمن فيأتى قوم يعيشون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح العراق فيأتى قوم يعيشون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) (?).
فحض -صلى اللَّه عليه وسلم- سكناها حين أخبر بانتقال الماس عنه عند فتح الأمصار، لأنها مستقر الوحى وفيها مجاورته، ففى حياته صحبته ورؤية وجهه الكريم، وبعد وفاته مجاورة جسده الشريف ومشاهدة آثاره العظيمة، ولهذا قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن مات بها).
ثم إذا كان تغيرت الأحوال واعتورتها الفتن والأهوال كان الخروج منه غير فادح، والانتقال منها حسن غير فادح) (?).
1 - عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: