قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} [الدخان: 10].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات: (فيه دلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، مع أنه ظاهر القرآن، قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)} أي بين واضح يراه كل أحد (يغشى الناس) أي يتغشاهم ويعمهم (هذا عذاب أليم) أي يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا، أو يقول ذلك بعضهم لبعض {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} أي يقول الكافرون ذلك إذا عاينوا عذاب اللَّه وعقابه سائلين رفعه وكشفه عنهم كقوله جلت عظمته {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
قال بعض المفسرين: (لم يمض الدخان بعد، بل هو من أمارات الساعة، كما ورد في حديث أبي سريحة، حذيفة ابن اسيد الغفارى -رضي اللَّه عنه- قال: اشرف علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من عرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات (?): طلوع الشمس من مغربها، والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم والدجال وثلاثة خسوف، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، ونار من قعر عدن تسوق الناس -تحشر الناس- تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا) (?)